كريستيان بانوتشي |
يدرك مدافع المنتخب الايطالي لكرة القدم كريستيان بانوتشي جيدا أنه يتمتع بقدر كبير من الحظ في حياته.
ففي عام 1996 على سبيل المثال ، كان بانوتشي لاعبا بالمنتخب الاولمبي الايطالي المشارك بدورة الالعاب الاولمبية بأطلانطا واضطر وقتها لترك معسكر منتخب بلاده مبكرا لتعرضه للاصابة.
وكان من المقرر أن يسافر بانوتشي من نيويورك إلى روما على الرحلة رقم 800 التابعة لخطوط "تي دابليوآيه" الجوية العالمية ، والتي تحطمت لاحقا وسقطت في المحيط الاطلنطي. ولكن بانوتشي في الحقيقة لم يسافر في هذه الرحلة بسبب تغيير في اللحظة الاخيرة في خطة السفر.
وكان بانوتشي لاعبا وقتها بصفوف فريق آيه سي ميلان الايطالي العملاق الذي أحرز في هذه الفترة لقب الدوري الايطالي مرتين وكأس إيطاليا مرتين ولقب دوري أبطال أوروبا.
التغيير في خطة سفر بانوتشي الذي أنقذ حياته ، لما أصبح فيما بعد أول إيطالي يلعب بصفوف نادي ريال مدريد الاسباني العملاق الذي انضم لصفوفه عام 1997 .
ولم يكن بانوتشي سيفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية بعد عام واحد مع ريال مدريد ، ولم يكن سيحقق النجاح مع فرق أخرى مثل إنتر ميلان الايطالي وتشيلسي الانجليزي وموناكو الفرنسي قبل انتقاله إلى روما في عام 2001 حيث يلعب هناك حتى الان.
ولكن بانوتشي ليس من ذلك النوع من الأشخاص الذي يفكر فيما كان يمكن أن يصبح عليه الامر ، فهو سعيد الان فحسب بالعودة لصفوف المنتخب الايطالي الذي يستعد حاليا لمباراته بدور الثمانية من بطولة الامم الاوروبية لكرة القدم "يورو 2008" بفيينا غدا الاحد أمام أسبانيا.
ولم يكن من الممكن لبانوتشي أن يضحك ويمزح في معسكر المنتخب الايطالي في أوبرفالترسدورف قبل مباراة مهمة كمباراة أسبانيا لو كان مارشيللو ليبي مدرب إيطاليا السابق الذي قاد الفريق للقب بطولة كأس العالم عام 2006 مازال موجودا في منصبه.
فبعد تعثر إيطاليا في بطولة الامم الاوروبية السابقة يورو 2004 بالبرتغال عندما خرجت من الدور الاول للبطولة ، استبعد ليبي الذي تولي تدريب الفريق بعدها بانوتشي من قائمة المنتخب الايطالي ، حيث بدأت الخلافات بينهما منذ وجودهما سويا في إنتر ميلان.
ولكن مع تولي صديقه وزميله السابق بصفوف ميلان روبرتو دونادوني تدريب إيطاليا خلفا لليبي ، دبت الروح من جديد في مشوار بانوتشي مع منتخب إيطاليا وعاود الانضمام لصفوف الفريق خلال مبارياته بتصفيات يورو 2008 أمام جورجيا (والتي كانت مباراته الدولية الخمسين) واسكتلندا وجزر الفارو.
ورد بانوتشي بالفعل جميل دونادوني الذي وضع ثقته فيه عندما سجل الهدف المهم لايطاليا في مرمى اسكتلندا في الدقيقة الاخيرة من مباراتهما بالتصفيات ليضمن لايطاليا التأهل لنهائيات يورو 2008 ، كما سجل بانوتشي هدف التعادل لايطاليا في مرمى رومانيا خلال دور المجموعات ليضمن لايطاليا البقاء بالبطولة الاوروبية
وقال بانوتشي "إنها فرصة رائعة بالنسبة لي أن أتواجد هنا ، ولكم أنا سعيد لان زميلي السابق أعادني للمنتخب".
وأضاف "كما أنني أشعر براحة في مركزي الجديد (في قلب الدفاع) الذي قرر المدرب أن يضعني فيه. ففي هذا المركز بوسعي أن استعيد قوتي بسرعة لانني أبذل طاقة أقل".
وبرغم أن عمره 35 عاما الان وأن مشواره مع الملاعب قد اقترب من نهايته ، فإن بانوتشي مازال مقتنعا بأنه لديه ما يقدمه لروما والمنتخب الايطالي ، خاصة الان مع وجود جورجيو كييلليني /23 عاما/ إلى جواره وعدم حاجته لبذل المجهود الذي يتطلبه مركز الظهير الايمن.
وعلق بانوتشي على اللعب إلى جوار كييلليني قائلا "لم نلعب سويا كثيرا .. ولكنني أعتقد فعلا أنه سيصبح واحدا من أفضل مدافعي العالم في المستقبل القريب".
ولم يستبعد بانوتشي على نفسه أن يلعب جزءا في رحلة المنتخب الايطالي للدفاع عن لقبه كبطل للعالم خلال بطولة كأس العالم المقبلة عام 2010 بجنوب أفريقيا.
وقال المدافع المخضرم "من الصعب فعلا أن أؤكد مشاركتي في هذه البطولة لان عمري بعد عامين سيكون 37 عاما ، ولكن لا تقول كلمة أبدا على الاطلاق ، فمن يدري".
وبرغم الراحة التي يشعر بها بانوتشي الان لوجوده مع منتخب إيطاليا ، فقد اعترف بأنه لم يقبل عرض دونادوني بالعودة إلى اللعب الدولي إلا بعد مناقشة طويلة مع والده الذي يتمتع بتأثير كبير في حياته.
وقال بانوتشي "مررت بثلاث مراحل مهمة في حياتي. وقد بدأ ذلك بمساندة والدي قبل انتقالي إلى ميلانو ومدريد. ثم جاء الوقت الذي انتقلت فيه إلى روما والذي اعتبره المرحلة الاهم في حياتي ، فقد أمضيت سبعة أعوام هناك".
ويضيف بانوتشي "أعرف أنني محظوظ ، فقد فزت بالكثير كلاعب. ولكنني أستحق كل هذا".